ربما يكون رزقك إنسان

 بعد زمانٍ من البوح بكل ما يحمل عن القلب آلامه ، بعدما تلقّيت هديةً من السماء ، لتمنحك مساحةً للبوح بكل ما فيك - المشروط منه والغير مشروط - ، يحدُث أن تُفكّر كيف لهذا القلب أن يضطرب لزيادة خلية دم بيضاء واحدة ، وأن يُصيبه العياء لمجرد إرتفاع ضرباته لنُصف دقيقة أو أقل !هخ
لكنّه يفتحُ حُجراته الأربع ، مُبتهجاً بلقاء أحدهم ، فتحمل بين يديك وردةً ذات لون غريب ، تُفكّر كيف تأتيك جرأة لتهديها لمن تُحب ، لمن رقّ القلب لبريق الحُب في إحمرار خدّيه .
كان صوت الأطفال يلعبون في الحديقة المُجاورة ، ورائحة القهوة تملأُ المكان ، تبعثُ بها السيدة العجوز في المقعد المُجاور بعد كل رشفة لا تُكملها لإرتجاف يديها ، والقليل هُنا ممّن كان يُسعده لقاء محبّه ، ونحن !
تسألُ - بعد دقائق من الصمت - عن الأمان الذي يمنحُك الله إيّاه عندما يُصيبك ما يؤذيك ، فتلوذ إليها لا لتُخبرها بشيء ، إنّما لتجلس بجوارها مُحمرّ الأنف والعينين ، تُكتّفُ يديك على الطاولة وتستند أماماً .

ما يدور في البال دوماً ، أنّنا نُفكّر كيف يُعلّق الله قلوبنا بغيرنا ، أن نفرح لهم ، ونحزن لضيقهم ، أن يُشغلنا غيابهم لساعات دون ردٍ ! أن نحتفظ بأدقّ التفاصيل التي جمعتنا معاً، وأن نبتعد عن ما يؤذينا ويُزعجهم .
أن تُسلّم قلبك لها ، وتدعو الله أنّك سلّمتها قلبك ، كأُم موسى إذ سلّمته اليمّ " فالله خيرٌ حافظاً وخيرٌ نصيراً " واللهُ لا يردّ القلوب التي باتت تخشى الفقد ، وترجو رضاه .
لله هذا القلب الذي ينبضُ لها ، مُنفطراً على حُبها ، لله أمان القلوب التي لا أمان لها غير الله ، لله الحب والسلام ، و لله ندعو حُسن الختام ، كما يُحب ويرضى .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من أمن العقاب أساء الأدب

الجزيرة و نيويورك تايمز تتصدران قائمة تقييم لعشر مواقع

صماء غزة.. ترسم الجمال على وجوه السيدات